الرئيسية / عربي ودولي / تقرير أمريكي يكشف أكذوبة المناطق الآمنة في غزة

تقرير أمريكي يكشف أكذوبة المناطق الآمنة في غزة

القرار

تعلن إسرائيل في كل مرحلة من الحرب الدموية على غزة، مناطق آمنة مزعومة، وسرعان ما تحدث الكارثة، إذ تُستهدف بلا سابق إنذار، وآخر شاهد على تلك الفظائع، خان يونس، حيث قتل وشرد آلاف الفلسطينيين إلى المجهول، جوعى، ويائسين.

تروي وكالة “أسوشيتيد برس” ووسائل إعلام أخرى، أن غارة إسرائيلية استهدفت أمس الأربعاء، دون سابق إنذار مبنى سكنياً بجوار المركز الطبي الرئيسي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة 7 أشخاص على الأقل.
ويقع مستشفى ناصر في الجزء الغربي من المدينة، داخل “المنطقة الآمنة” الإنسانية المزعومة التي حددتها إسرائيل، حيث طُلب من الفلسطينيين الذهاب إليها، وفقاً للخرائط التي قدمها الجيش الإسرائيلي.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أمر الإخلاء الإسرائيلي الأخير الصادر مطلع الأسبوع الجاري، أثّر على نحو 250 ألف شخص مشتتين في مساحات واسعة من غزة.

نزوح وتشريد
وفور إعلان المنطقة الآمنة الجديدة في خان يونس، سارع عدد كبير من الفلسطينيين بالنزوح إليها، يحملون أمتعتهم على ظهورهم، يبحثون عن ملاذ جديد، وفوراً تحول نزوحهم إلى تشريد آخر، إذ انتشروا في كل مكان يركضون، هرباً من قصف إسرائيلي عنيف، طال شارعاً بالقرب من مستشفى ناصر.

وأدت الغارات المدمرة إلى تسوية مناطق كاملة بالأرض، وهرعت مركبات الإسعاف، تفتش بين الأنقاض عن ناجين، ربما حوصروا تحت الركام، بينما ترصد عدسات كاميرات الصحافيين، رجالاً يحملون أطفالاً مصابين بجروح بالغة، يركضون بهم خارج المنطقة المنكوبة.

وتؤكد الوكالة أن النازحين الذين طلب منهم الخروج من مناطقهم إلى مناطق آمنة مزعومة، في شرق خان يونس، يواجهون صعوبات جمة في العثور على مأوى جديد، بين المخيمات المكتظة، والمنتشرة في المناطق الغربية من غزة، وفي كل نقطة أخرى من القطاع.

ورغم أن المناطق الآمنة، بما فيها المستشفيات والمدارس، ظاهرة وواضحة، إلا أن لها نصيباً كبيراً من الغارات منذ بداية الحرب، وغارة الأربعاء، أصابت منطقة تضم أيضاً مدرسة تحولت إلى مأوى لنازحين، يعيش كثير منهم في خيام مؤقتة.

وقال رجل يدعى جلال لافي، وهو نازح من مدينة رفح في الجنوب: “كنا نجلس في هذه الخيمة، 3 أشخاص، وتفاجأنا بالركام والغبار”.
وأضاف وهو ينظر إلى الركام وشعره مغطى بالرماد “لقد تم قصف المنزل دون أي إنذار، حيث أصيب بصاروخين متتاليين، الواحد تلو الآخر”.

لا مكان آمناً
ويؤكد رئيس مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية أندريا دي دومينيكو، أن غزة هي “المكان الوحيد في العالم الذي لا يستطيع فيه الناس العثور على ملجأ آمن، ولا يمكنهم مغادرة خط المواجهة”. وقال للصحافيين في القدس، إنه “حتى في ما يسمى بالمناطق الآمنة، فهناك تفجيرات”.
وقتلت غارة جوية إسرائيلية يوم الثلاثاء طبيباً فلسطينياً بارزاً، و8 من أفراد عائلته الممتدة، بعد ساعات فقط من امتثالهم للأوامر العسكرية بإخلاء منزلهم، والانتقال إلى المنطقة الآمنة، التي حددتها إسرائيل.

وقال دي دومينيكو، إن معظم الفلسطينيين الذين يبحثون عن الأمان يتجهون إما إلى منطقة ساحلية تسمى المواصي، أو إلى مدينة دير البلح القريبة.
وزعم الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، أنه يقدر أن ما لا يقل عن 1.8 مليون فلسطيني يتواجدون الآن في المنطقة الإنسانية التي أعلنها، والتي تغطي مساحة تبلغ حوالي 14 كيلومتراً على طول البحر الأبيض المتوسط.

وتقول الأمم المتحدة والجماعات الإنسانية إن معظم هذه المنطقة مغطى الآن بمخيمات تفتقر إلى المرافق الصحية والمرافق الطبية، مع محدودية إمكانية الحصول على المساعدات. وتعيش العائلات وسط جبال من القمامة، ومجاري المياه الملوثة بالصرف الصحي.
وأكد دي دومينيكو أن جلب الطعام إلى تلك المناطق يشكل تحدياً كبيراً. وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة أصبحت الآن قادرة على تلبية الاحتياجات الأساسية في شمال غزة، إلا أنه قال إنه من الصعب للغاية إيصال المساعدات إلى الجنوب.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال والقيود العسكرية الإسرائيلية والفوضى العامة – بما في ذلك العصابات الإجرامية التي تأخذ المساعدات من الشاحنات في غزة – تجعل من المستحيل تقريباً على عمال الإغاثة السيطرة على الشاحنات المحملة بالبضائع، التي سمحت إسرائيل بدخولها.
وانخفضت كمية المواد الغذائية والإمدادات الأخرى التي تدخل غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على رفح قبل شهرين، مما تسبب في انتشار الجوع وأثار مخاوف من المجاعة.
وقال أنور سلمان، وهو فلسطيني نازح: “إنها حياة لا تطاق”.

وأضاف “إذا كانوا يريدون قتلنا، فليفعلوا ذلك. دعوهم يسقطوا قنبلة نووية ويقضوا علينا. لقد سئمنا. نحن متعبون. نحن نموت كل يوم”.

عن Tabarak Safwan

شاهد أيضاً

وزير خارجية إيران يصل إلى جدة

وصل وزير الخارجية الإيراني بالوكالة “علي باقري كني” إلى مدينة جدة السعودية للمشاركة في الاجتماع …