القرار
شكا فلاحون من محافظة كركوك، يوم السبت، إصابة مساحات زراعية من محصول الحنطة إلى مرض قد يسبب بانخفاض إنتاج للموسم الحالي نتيجة متغيرات مناخية تسببت بأن يصاب المحصول بهذا المرض.
ويعتبر القمح من أهم المحاصيل في العالم، لكنه عرضة للإصابة بأمراض مثل الصدأ، فكل عام يُفقد حوالي 20% من الإنتاج العالمي بسبب الآفات والأمراض، أي ما يعادل حمولة 3500 سفينة كاملة من الحبوب، بينما تعد تربية الأصناف المقاومة للتكاثر من أكثر الطرق الاقتصادية والصديقة للبيئة لمعالجة هذه المشكلة الكبيرة.
وقال أحد مزارعي ناحية الرشاد، يدعى عدنان العبيدي، إن “مساحات كبيرة من مزارع ناحية الرشاد وقضاء داقوق (40 كم جنوب كركوك)، تعرضت الى مرض الصدأ ولمساحات كبيرة، حيث لوحظ عند إجراء عملية الري بأن سنابل الحنطة مصابة بالمرض ومساحات تقدر بآلاف الدونمات، وبدأت مراجعة شُعب زراعة الناحية لغرض معالجة المرض”.
وأشار العبيدي، إلى أن “المزارعين متخوفين من انتشار هذا المرض بسرعة في مساحات كبير في مزارع الحنطة في ناحية الرشاد وقضاء داقوق والعمل جار على مكافحة المرض برش المبيدات لغرض السيطرة عليه ومنع انتشاره في بقية المزارع”.
من جانبه، ذكر أحد مزارعي قضاء داقوق، يدعى عطية الزبيدي، أن “المرض أصاب مساحات كبيرة من مزارع الحنطة وصدأ القمح ينتشر بشكل سريع ويصيب سنابل الحنطة بالمرض، وتم الشروع بحملة رش المبيدات للسيطرة على المرض ومنع انتشاره”.
في المقابل، قال مدير زراعة كركوك، زهير علي، أن “زراعة كركوك تلقت بلاغات من مزارعين في عدد من أقضية المحافظة بأن محصول الحنطة مصاب بمرض (صدأ القمح)”، مردفاً: “وجهنا الأقسام والشعب بتوفير المبيدات التي تساهم في السيطرة عليه ومنع امتداده وانتشاره، كما وجهنا قسم حماية المحاصيل بالتعاون مع المزراعين اجراء حملات رش المبيدات التي تساهم بالقضاء على المرض”.
صدأ القمح
إلى ذلك، أوضح المختص بأمراض الحبوب، سامي محمد، أن “الإصابة بها ارتفعت بشكل كبيرة بسبب تساقط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، ولا توجد أي نسبة مئوية نهائية للأضرار الناجمة عن صدأ القمح في الموسم الحالي، ولكن المعلومات الأولية تشير إلى أنها قليلة من محصول القمح في كركوك”.
وأضاف محمد، خلال حديثه أن “صدأ ساق القمح، المعروف أيضاً باسم (صدأ القمح الأسود)، يدمر حقولاً ومحاصيل بأكملها، إذ يدخل الكائن المسبب للمرض سيقان النبات ويدمر أنسجته الوعائية”.
وهناك ثلاثة أنواع من صدأ القمح، بحسب محمد، وجميعها يمكنها الإضرار بالقمح، ولكن صدأ الساق التي تعتبر سلالة Ug99 إحدى أشكاله هو أكثر ما يثير المخاوف بسبب قلة عدد أصناف القمح القادرة على مقاومته.
وأوضح أن الأنواع الثلاثة هي صدأ الأوراق (المعروف أيضًا باسم الصدأ البني أو الصدأ البرتقالي المتسبب عن الفطر Puccinia.triticina، والصدأ المخطط او الصدأ الأصفر المتسبب عن الفطر P. striiformis، وصدأ الساق الأسود المتسبب عن P.graminis.
ومرض صدأ الأوراق هو الأكثر حدوثًا وانتشارا ويمكن لأي من هذه الأمراض أن تصيب وتسبب خسائر كبيرة في الغلة إذا لم تتم إدارتها بشكل مناسب، وتتميز امرض الصدأ بقدرتها على الانتشار السريع وتقليل المحصول وجودته، وهذا يتوقف على مدى حساسية الصنف، وسلالة العامل الممرض الموجود.
الوقاية والعلاج
وعن طرق الوقاية وعلاج هذا المرض، شدد محمد، على ضرورة “زراعة الأصناف المقاومة والتي تتميز بالثبات لفترة طويلة تحت ظروف الحقل وأيضا لا بد من تغيير الاصناف دوما وألّا يزيد عمر الأصناف لدى المزارع عن خمس سنوات، وإحلاله بأصناف جديدة باستمرار للتغلب على السلالات الفسيولوجية الأكثر ضراوة وشدة مرضية، والتى تكسر جينات المقاومة.
كما يفضّل خلط الأصناف المزروعة يعد إجراء فعال في السيطرة على المرض و البحث عن مصادر جينات المقاومة جديده وإدخالها برنامج تربية الحنطة بالتعاون مع الهيئات العالمية و المراكز العالمية المهتمة.
وخلص المختص في مجال أمراض الحبوب، إلى القول: “فى ظل التغيرات المناخية وشدة الإصابة، يفضل استبعاد أغلب الأصناف التي ظهرت عليها الإصابة وإحلالها بسلالات وأصناف مقاومة، واستخدام المبيدات المتخصصة لمكافحة الصدأ والمسجلة والموصى بها من قبل وزارة الزراعة”.
واختتم محمد، حديثه بالقول، إن ذلك يجب أن يتم “في حال تفشي المرض وانتشاره، للحد من تطور الإصابة، وتقليل الخسائر إلى أقل مستوى ممكن، من خلال الإسراع بإجراءات رش المبيدات الموصى بها”.