القرار
شنّ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف ليلية على جنوب قطاع غزة، حيث بات الوضع الإنساني بائساً، في وقت توجّه فيه وفد إسرائيلي إلى باريس الجمعة لإجراء محادثات جديدة تهدف للتوصّل إلى هدنة.
وفي إسرائيل، عرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على الحكومة خطة لقطاع غزة لمرحلة ما بعد الحرب تقضي بأن يتولى مسؤولون فلسطينيون محليون إدارة القطاع لا صلة لهم بحركة حماس التي تحكم القطاع. واستهدفت ضربات جوية مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة.
قصف يومي ومجاعة
وقالت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إن عمليات القصف أسفرت عن سقوط 110 قتلى خلال الليل في قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي محكم.
وبينما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 29514، يعرب المجتمع الدولي عن القلق إزاء مصير ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني يتكدسون في رفح (جنوب) قرب الحدود المغلقة مع مصر، بينما أفادت الأمم المتحدة بأنّ 2.2 مليون شخص باتوا مهدّدين بالمجاعة في قطاع غزة.
ويخضع توصيل المساعدات إلى غزة لموافقة إسرائيل، بينما يدخل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل رئيسي عبر معبر رفح مغ مصر، لكن نقلها إلى الشمال أصبح شبه مستحيل بسبب الدمار والقتال.
كسر الجمود ومحادثات
في هذه الأثناء، توجّه وفد إسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد بارنيا، إلى باريس “على أمل كسر الجمود” في المحادثات الرامية إلى هدنة جديدة مع حركة حماس، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وجاء ذلك غداة إجراء بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، الخميس، محادثات في إسرائيل بعد زيارته القاهرة، التي زارها أيضاً هذا الأسبوع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وفي مواجهة الخسائر البشرية المتنامية، تتواصل المناقشات حول خطة صاغتها قطر والولايات المتحدة ومصر، تنصّ المرحلة الأولى منها على هدنة لمدة 6 أسابيع مرتبطة بتبادل رهائن بمعتقلين فلسطينيين، وإدخال مساعدات إنسانية كبيرة إلى غزة.
وتقدّر إسرائيل أن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع يُعتقد أنّ 30 منهم قُتلوا، من أصل نحو 250 شخصاً خطفوا خلال الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر(تشرين الأول).
وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفقاً لحصيلة تستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
خطّة ما بعد الحرب
رداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تحكم القطاع منذ العام 2007 وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “منظمة إرهابية”.
وبعد تنفيذه حملة قصف برية وبحرية وجوية على القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومتراً مربّعاً، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً برّياً في شمال قطاع غزة في 27 أكتوبر (تشرين الأول) وتقدّم جنوده جنوباً حتى خان يونس، بينما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه على تنفيذ هجوم برّي في رفح.
ومساء الخميس، قدّم نتانياهو خطّة أمام مجلس الوزراء الأمني المصغّر، تتمحور على مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.
وتنصّ هذه الخطة، التي تشير في مقدّمتها إلى تفكيك حماس والجهاد الإسلامي في غزة، على إدارة المنطقة من قبل مسؤولين فلسطينيين محليين، فضلاً عن تفكيك وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وكانت الوكالة محور جدل منذ اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول).
وفي السياق، حذّر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الخميس في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أنّ الوكالة وصلت إلى “نقطة الانهيار”.
وتوظف الأونروا التي تأسست بموجب قرار تمّ تبنّيه في العام 1949، حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلّة ولبنان والأردن وسوريا.