القرار
تحت رعاية وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، يقام مساء اليوم الخميس في الساعة السادسة حفل الافتتاح الرسمي لمكتبة “حكايات” بمقرها الجديد في الفرسان سنترال مول بمدينة خليفة.
“حكايات” خلقت بصمتها الإماراتية المتميزة في عالم الأطفال التعليمي والترفيهي والتربوي
فاطمة حمد المزروعي: لدينا أكثر من 3000 عنوان بالإضافة إلى الألعاب و 90% من الإصدارات باللغة العربية
جديد “حكايات” ركن للأعمال اليدوية والرسم والمواهب وركن لألعاب تحمل الهوية الإماراتية يقضي الطفل فيها وقتاً ممتعاً
مكتبة “حكايات” أسستها الأديبة الإماراتية والتربوية القديرة الدكتورة فاطمة حمد المزروعي في 2016، وعرفت بإصداراتها المتميزة ومنتجاتها الحصرية (صنع في الإمارات) كما استطاعت “حكايات” خلق بصمتها الخاصة في عالم الأطفال التعليمي والترفيهي والتربوي.
ونالت ثقة الأطفال والأهالي، بما تقدمه من إصدارات ومنتجات تلبي رغبات الطفل وميوله، بوسائل هادفة، وتركز على الهوية الوطنية وعلى اللغة العربية، فتخدم الطفل والوالدين.
وفي هذه المناسبة يحاور موقع 24 الإخباري، مؤسسة مكتبة “حكايات” الدكتورة فاطمة حمد المزروعي، للتعرف أكثر على ما تقدمه المكتبة للأطفال وللكبار، وأهم ما تميزت به، وما جديدها في المقر الحديث بمدينة خليفة، وما سبب الانتقال من المشرف المول في أبوظبي.
إليكم نص الحوار:
– كيف كانت بداية مكتبة “حكايات”؟
تأسست مكتبة حكايات في أغسطس( آب) 2016، بدأنا بكشك صغير في المشرف مول، ومع زيادة الإقبال على المكتبة ومطالبة روادها بإضافة إصدارات عربية أخرى غير إصداراتي، وكتب باللغة الإنجليزية، توسعنا وانتقلنا إلى المكتبة في نفس المول في مايو (أيار) 2018، وأضفنا الكثير من الألعاب ومنذ ذلك الوقت، بدأنا بإنتاج الكثير من الألعاب المرتبطة بالهوية الإماراتية، وركزنا على الترجمة، فترجمنا من اللغة الصينية عدة كتب، ولدينا في الفترة القادمة إصدارات مترجمة من اللغة الإنجليزية، وشهدت إصداراتنا إقبالاً ممتازاً من الناس، خاصة الإصدارات الحصرية، وأضفنا العديد من منتجات (صنع في الإمارات)، وحالياً في 2024 انتقلنا إلى الفرسان مول بمدينة خليفة كي نوسع المكتبة، وصار لدينا ركن للأعمال اليدوية، والرسم والمواهب، وركن للألعاب يستطيع الطفل قضاء وقت ممتع فيه، وهي ليست ألعاب عادية، ولكنها تحمل الهوية الإماراتية.
مكتبة “حكايات” متخصصة للأطفال تخدمهم كما تخدم أيضاً الوالدين، ولدينا العديد من الكتب التربوية التي تتعلق بكيفية تربية الطفل، والمحافظة على نموه النفسي والاجتماعي، والاهتمام به من كافة الجوانب، ورغم أن المكتبة متخصصة للأطفال إلا أن الأهالي طلبوا أن نخصص قسماً للكبار، وهو قسم متنوع فيه كتب تربوية وروايات وقصص قصيرة وكتب في التنمية البشرية، وكتب عن التراث الاماراتي وكتب في التاريخ، ونحرص على توفير أحدث الإصدارات.
– دكتورة فاطمة نشرت العديد من الإصدارات المتميزة: “ثلاثية الشيخ زايد”، و”هند تضيع قصصها”، “ودراجة أحمد”، وجميعها متوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، هل هذه الكتب متوفرة في “حكايات”؟ وهل ما زلنا قادرين على جذب الطفل للكتب الورقية في ظل التحول الإلكتروني العالمي؟
نعم، تحتوي المكتبة على جميع إصدارتي بالإضافة إلى العديد من الكتب المتنوعة، ولدينا أكثر من 3000 عنوان، بالإضافة إلى الألعاب، وتقريباً 90% من الإصدارات باللغة العربية، فنحن نشجع الأطفال على القراءة بالعربية والتحدث فيها، ولدي بعض إصدارتي مترجمة للغة الإنجليزية، أما بالنسبة للكتاب الورقي نعم نلاحظ أن الأهالي يحرصون على الكتب الورقية، وهو سوق كبير جداً ويشجعون الطفل على القراءة من الكتب الورقية، لأن الطفل عندما يلعب إلكترونياً ويقرأ إلكترونياً، هذا سيؤثر على صحته وعلى نظره، وكثير من الأهالي لديهم وعي ويحددون وقت استخدام الإلكترونيات لأطفالهم، وبالتالي يحرصون على القراءة من الكتاب الورقي، الذي ما زال يحقق مبيعات مرتفعة ليس محلياً فقط وإنما عالمياً.
– في مكتبة حكايات قسم “صنع في الإمارات”، ومن ضمن محتوياته “لعبة قصر الحصن”، كيف انبثقت فكرة تصميم وصنع هذه اللعبة؟ ولماذا صنعت من الخشب الطبيعي تحديداً؟
لعبة “الحصن” تعكس إحدى القيم التي نؤمن بها وهي تعزيز الهوية الوطنية، ويستطيع الطفل عبرها أن يلعب ويختبئ، خاصة أن لدينا سابقاً لعبة تركيبية خشبية هي لعبة الحصن، وقد صممنا هذه الألعاب كي يظل الطفل مرتبطاً بهويته وكذلك من خلال الرسومات الموجودة على الجدران، نحاول تقديم فرصة للطفل كي يبتعد قليلاً عن العالم الرقمي، ويستمتع مع أصدقائه في “مكتبة حكايات”، وفي لعبة الحصن استخدمنا الخشب الطبيعي لأن ألوانه مريحة، ومادته طبيعية لا تحتوي على إشعاعات، فهي آمنة للطفل، ورغم أنه لو تم صناعتها من البلاستيك أو غيره من مواد ستكون التكلفة المادية أقل جداً بالنسبة لنا، ولكن أحببنا أن يظل الطفل مرتبطاً بالطبيعة.
ومن الألعاب التي صنعناها أيضا ألعاب “لون وركب”، للأعمار الصغيرة، وتمثل حيوانات من البيئة الإماراتية ومن العالم أيضاً، كما وفرنا للأطفال لعبة “بيت آمنة” وهو لعبة متكاملة مصنوعة من الخشب الطبيعي، وتمثل البيت الإماراتي التراثي، وكيف كان يُبنى سابقاً، مع وجود دمى صغيرة يلعب بها، فيعيش الطفل التجربة ويلعب، وبالتالي نوفر خيارات للعائلة الخليجية والإماراتية تحديداً، لنمنح أطفالهم فرصة اللعب والاستمتاع، بشيء من بيئتهم وصنع خصيصاً لهم، وعملنا نموذجين من “بيت آمنة”، النموذج الكبير يمكن استخدامه في الحضانات، والمدارس، أما النموذج الأصغر يمكن للأفراد شرائه، حتى النموذج الكبير بإمكان الأسر شرائه إذا سمحت ميزانيتهم، وهو منتج يدوي، وفيه تفاصيل دقيقة، مثل الأدراج، والأبواب.
– في وقت تمتلئ دور النشر والمكتبات بمئات الإصدارات، نجد “مكتبة حكايات” تركز على النوع لا على الكم، بماذا تتميز إصدارات ومنتجات مكتبة “حكايات” وما هي بصمتكم الخاصة؟
نعم نركز على النوع لا على الكم، رغم أن لدينا أكثر من 3000 عنوان، معظمها باللغة العربية، ولدينا إصدارات بالإنجليزية وقليل منها بالفرنسية، كما نركز أيضاً على التنوع، ولدينا كتب تغطي جميع احتياجات الطفل، منها ما يركز على الجانب النفسي وتعليم الطفل التنمية البشرية والعادات الحسنة، وكتب أخرى تعالج بعض التحديات التي يواجهها الطفل سواء كانت مرتبطة بالنمو أو بالتعليم، كما حاولنا أن نراعي احتياجات بعض الأطفال ممن لديهم مشاكل في النظر، وحرصنا على إصدار قصص مكتوبة بخط كبير، وكذلك نركز على تثقيف الطفل في الجانب المالي، فيتعرف على أهمية الادخار والاستثمار، وكيف يمكن له أن يبدأ مشروعاً، أيضاً لدينا حكايات الشعوب والقصص، وبعض منها موجهة للطفل من مرحلة ما قبل الولادة، كيف تقرأ له الأم وماذا تقرأ له وهو جنين، ثم مراحل الطفولة المبكرة التي تصل إلى عمر 8 سنوات، حيث نبدأ بالكتاب المقوى، ثم نمر على عدة مراحل، وتميزنا بإصدار كتاب قماشي يمكن تعليقه على عربة الطفل، ويحمل الأغاني الإمارتية، ولدينا دفاتر الأنشطة التي نركز من خلالها على الهوية الإماراتية مثل دفتر أنشطة ريم، وأنشطة أحمد، والعديد من الكتب والألعاب التي تركز على وعي الأطفال بذواتهم وانتمائهم لوطنهم الإمارات ببعدها العربي والإنساني، ولدينا العديد من الملصقات التي يحبها الأطفال، وجميعها تلبى رغبات الطفل واحتياجاته في هذه المرحلة وتراعي أيضاً أصول التربية، والنمو النفسي والاجتماعي للطفل، ونركز على جانب اللعب للطفل إلى جانب المتعة والفائدة.
– تعرض مكتبة “حكايات” كتاب “قوة التفكير الإيجابي” مترجماً، لماذا اخترتم هذا الكتاب تحديداً رغم وجود العديد من الكتب بهذا المجال؟
“قوة التفكير الإيجابي” أحد الكتب المترجمة ولدينا قسم الأكثر مبيعاً من الكتب العربية ومنها هذا الكتاب، فالتفكير الإيجابي هو محرك أساسي لكثير من مبادرات الإنسان، فالشخص عندما يفكر بإيجابية يخلق بداخله الكثير من المشاعر التي يتولد عنها التصرفات والسلوك، حيث أن الفكرة لها طاقة كبيرة ومؤثرة في حياة الإنسان قد تدفعه للتغير ليكن نسخة أفضل من نفسه، فالتفكير الإيجابي مهم ويدفع الإنسان ليقوم بدوره على هذه الأرض.
_ تشتمل المكتبة على قسم التدريبات اللغوية مثل “دعم مهارات الإملاء باللغة العربية”، ككاتبة وتربوية دكتورة فاطمة، برأيك إلى أي مدى تساعد مثل هذه التدريبات على تعزيز مهارات الطفل باللغة؟
الجانب التعليمي يمثل ركنا أساسياً في مكتبة حكايات، مثل تعليم القراءة والكتابة وأساسيات الحساب، ومهارات اللغة، وقسم كبير مخصص من المكتبة لتدريب الطفل على مهارات اللغة التحدث والكتابة والقراءة والاستماع، فهي مهارات مهمة للطفل كي يتعلمها، وحرصنا في هذا القسم أن يكون التعليم ممتعاً، لذلك وفرنا اللعبة والكتاب، مثل “منشار الحروف”، فيتعلم الطفل اللغة ويمارسها دون ثقل أو ملل، مما يحفزه على اللعب والتعلم ويساعد الأم على تربية الطفل، ولدينا ألعاب مغناطيسية، وتركيبية، مثل تركيب الجمل بالمكعبات، وكتاب السبورة، حيث يستطيع الطفل أن يكتب ويمحو ويتدرب ويتقن الكتابة.
– اليوم وأنتم تحتفلون بافتتاح المقر الجديد في الفرسان سنتر بمدينة خليفة، لماذا تم اختيار هذا الموقع تحديداً، وما جديد مكتبة حكايات لروادها؟
كنا في المشرف مول وسط جزيرة أبوظبي ثم انتقلنا إلى مدينة خليفة، نعلم أن أبوظبي تتمدد وتتوسع وفيها كثير من الأحياء والمدن الجديدة، أردنا أن نكون قريبين من المناطق الأخرى، وما يميز الفرسان مول أن إضاءته من الطبيعة يستمدها من الشمس، وأيضاً المكتبة صارت أكبر، وتضاعف عدد محتوياتها جداً، وقد اخترنا الألوان البيضاء لأنها تريح البصر، وهذا بناء على انطباعات الناس في الأيام الأولى للافتتاح، وبالنسبة لجديد مكتبة حكايات هو وجود مساحات للعب وللورش وللرسم، ويستطيع رواد المكتبة أن يروا جميع الإصدارات بسهولة، والزائر يشاهد جميع العناوين فهي متوفرة ومرتبة.