القرار
نفذت إسرائيل ليل الخميس ضربات جوية جديدة على مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب قطاع غزة، فيما بدأت في القاهرة محادثات معقدة سعياً للتوصل إلى هدنة.
وينتظر وصول موفد أمريكي خاص الخميس إلى إسرائيل سعياً لتحريك المحادثات المتعثرة حتى الآن.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 29410 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وأكد البيان تسجيل، “97 قتيلاً و132 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية”، فيما وصل عدد الجرحى إلى 69465 جريحاً منذ بدء الحرب.
ويعاني القطاع الفلسطيني الفقير والمحاصر وضعاً إنسانياً كارثياً جراء الحرب. وحذرت الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص يمثلون الغالبية الكبرى من سكان القطاع، مهددون بالمجاعة فيما تبدي الأسرة الدولية مخاوف حيال نحو 1,5 مليون شخص يحتشدون في مدينة رفح الواقعة عند الحدود المغلقة مع مصر.
ويعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مدينة رفح “المعقل الأخير” لحركة حماس في القطاع، وهو مصمم على تنفيذ عملية برية فيها رغم التنديد الدولي.
ونفذ الطيران الإسرائيلي خلال الليل عشرات الغارات على رفح.
وقال وسام اللافي، “ننتظر الموت يوماً بعد يوم. نحمد الله حين ينتهي النهار ونحن ما زلنا على قيد الحياة. ننتظر الموت ببساطة”. ويصل المنسق الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك خلال النهار إلى إسرائيل بعد محطة في مصر حيث تجرى محادثات جديدة سعياً للتوصل إلى هدنة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحافيين، “نريد التوصل إلى اتفاق … بأسرع وقت ممكن”.
ووصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الثلاثاء إلى القاهرة حيث يجري بحث “المرحلة الأولى” من اتفاق اقترحته قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الثلاث التي تقوم بوساطة، في يناير (كانون الثاني).
وتنص هذه المرحلة الأولى على هدنة مدتها 6 أسابيع تترافق مع تبادل رهائن مع معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإدخال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ضربات على منظمات غير حكومية
والوضع الإنساني خطر في قطاع غزة ولا سيما في الشمال حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء تعليق تسليم المساعدات بسبب “الفوضى والعنف”.
وتدخل المساعدات الخاضعة لموافقة إسرائيل إلى قطاع غزة من معبر رفح، لكن بات من شبه المستحيل نقلها إلى الشمال بسبب الدمار والمعارك الجارية.
وفي خان يونس في جنوب القطاع التي شهدت معارك عنيفة وغارات في الأسابيع الأخيرة، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” مقتل اثنين من أفراد عائلة أحد موظفيها حين أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مقر لها يؤوي موظفين لديها وعائلاتهم.
ونددت المنظمة “بأشد العبارات” بهذا القصف.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء عن إصابة مستشفى الأمل في خان يونس بقصف مدفعي إسرائيلي.
وتواجه منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين جدلاً جديداً إذ اتهمت والدة الإسرائيلي يوناتان ساميرانو (21 عاماً) الذي قتل في هجوم حماس، موظفاً في الأونروا بنقل جثته إلى غزة.
وتساءلت ايليت ساميرانو خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب الأربعاء، “كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدفع المال لهذا الرجل الذي جرّ جسد ابني النحيل على الأرض ثم حمله وكأنه مكافأة إلى غزة؟”.
وعلقت عدة دول في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان تمويلها للأونروا بعد الاتهامات الإسرائيلية بأن 12 من موظفيها ضالعون في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).