القرار
تتزايد المخاوف من انهيار الأوضاع الصحية والإنسانية في السودان بشكل كامل، مع اقتراب المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع من إتمام أسبوعها الثالث، حيث تلقى القطاع الصحي ضربات موجعة بسبب الاشتباكات، وخرجت على إثر ذلك 70% من مستشفيات الخرطوم من الخدمة، وأتلفت أطناناً من الأدوية نتيجة الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، فضلاً عن تعرض سيارات الإسعاف للاعتداء.
أكثر من 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباك ما زالت متوقفة عن تقديم الخدمات للمرضى
وفي سياق الوضع الكارثي المتفاقم، اضطرت منظمات إنسانية دولية وحتى محلية لتعليق أعمالها في السودان، الأمر الذي فاقم من الأزمات المتدهورة وتحديداً في القطاع الصحي المنهك، والذي أصبح شبه عاجز عن تقديم أدنى الرعاية الصحية للمرضى والمصابين في البلاد.
وقف القتال
وتحدثت الأمين العام للهلال الأحمر السوداني سابقاً لـ24 عن النقص الحاد والشديد في أدوية الكلى، والتي تشهد مأساة إنسانية، مشيرة إلى أنه وقبل فترة وجيزة تم عمل أكثر من مناشدة لتوفير الأدوية للمرضى.
وقالت الدكتورة عفاف الأحمد، إن عدداً كبير من زارعي الكلى توقفت عنهم أدوية المناعة تماماً، ما يعرضهم لفقدان الكلى، مناشدة بتوفير الأدوية بالتنسيق مع جميع الأطراف الدولية وشركاء السودان لمنع استمرار ما وصفته بـ”الوضع الكارثي”.
وفي سياق متصل ذكرت الأحمد أنها على تواصل مع “منصة سفراء الصحة” على مستوى السودان، والمكونة من فريق طبي في مستشفيات مختلفة للوقوف على الاحتياجات الطبية ومسلتزمات المستشفيات من الأدوية، عبر التواصل والتنسيق مع المؤسسات الإنسانية محلياً ودولياً.
وذكرت منصة سفراء الصحة في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن حياة أكثر من 12 ألف سوداني في خطر داهم، بسبب عدم توفر الأدوية ومستلزمات المستشفيات ومنها أيضاً سيارات الإسعاف بسبب الاعتداء عليها خلال الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت الأحمد لـ24 إنه تم منع الطواقم الطبية، ولم يسمح لها بالمرور لنقل المرضى وتوصيل المعونات، ولفتت إلى أن أكثر من 70% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباك ما زالت متوقفة عن الخدمة، لافتة إلى أن أكثر من 50 مستشفى من أصل 79 مستشفى أساسية في الخرطوم لا تملك المستلزمات الطبية والعلاجية لخدمة المصابين والمرضى.
نداء استغاثة
من جهة أخرى وجهت مدير قسم غسيل الكلى في المستشفى التركي بمنطقة الكلاكلة د. إلهام عثمان حسين، نداء استغاثة عاجل عبر 24، في ظل الظروف التي يعيشها السودان وتوابع الوضع الصحي الحالي، وأشارت إلى أن مرضى غسيل الكلى بحاجة لرعاية خاصة، وأن تأخر الغسيل لهؤلاء المرضى يهدد حياتهم، مشيرة إلى حجم الهلع والخوف بين المرضى خوفاً من عدم عثورهم على مركز لغسيل الكلى، بعد إخلائهم من مركزين متخصصين.
وناشدت حسين جميع السودانيين في الداخل و الخارج والعرب والعالم للإسراع في مساعدة المراكز في مواصلة عملها، مشيرة إلى أن المستشفى التركي في المنطقة ووحدة غسيل الكلى تحديداً هي المكان الوحيد الذي يخدم هؤلاء المرضى في كامل المنطقة.
توقف المستشفيات
وقال الطبيب في مستشفى أم درمان، هيثم عمر، إن “الأوضاع صعبة والتأخر في طلب المساعدة الطبية يعني أن عدداً من الجرحى سينزفون حتى الموت، وهناك نقص كبير بوحدات الدم وصعوبة في علاج المصابين”.
ولم يستبعد عمر “وقف استقبال المشافي للمرضى نهائياً”، وهو سيناريو غير مستبعد أن تتسع رقعته، كما أن انقطاع الكهرباء يؤثر بشكل كبير على من يتلقون العلاج مشيراً إلى المستشفيات أصبحت أمام ظروف إنسانية صعبة، في ظل اضطرارها إلى الموازنة بين قدرات الاستيعاب المحدودة والمسؤوليات الصعبة المرتبطة باستقبال مرضى لا تستطيع توفير العلاج لهم.