الرئيسية / عربي ودولي / الغلاء يدفع اللبنانيين إلى بدائل للتحلية بعد الإفطار

الغلاء يدفع اللبنانيين إلى بدائل للتحلية بعد الإفطار

القرار

فرض الغلاء المعيشي في لبنان على شريحة كبيرة تغيير نمط الاستهلاك الذي امتد حتى إلى طريقة “التحلية بعد الإفطار”، خاصة بعدما أصبح شراء الحلويات الرمضانية المليئة بالقشطة والمكسرات بالنسبة لهم بمنزلة “ترف صعب المنال”.

وأمام هذا الواقع الجديد على وقع انهيار يومي لعملتهم الوطنية أمام الدولار منذ بداية شهر رمضان، اتجه عدد كبير من اللبنانيين إلى بدائل رخيصة للتحلية بعد الإفطار لتتناسب مع قدرتهم الشرائية الضعيفة، خاصة ممن يتقاضون راتباً ضعيفاً بالعملة الوطنية لا تتجاوز قيمته نحو 50 دولاراً.

وتصدرت المشروبات الرمضانية والحلويات المنزلية البدائل الرخيصة على المائدة الرمضانية للمواطن اللبناني الفقير، بعدما كانت في الأعوام السابقة تحمل رتبة “مرافق” للحلويات الرمضانية المليئة بالقشطة والمكسرات كالداعوقية والكلاج وزنود الست.

الأرز بحليب لثلاثة أيام
خلال جولة موقع 24 على محلات العصائر والحلويات الرمضانية بيروت، بدت زبونة سعيدة وهي تشتري من البائع قطعتين من الحلوى ولتراً من الجلاب. ولدى سؤالها عن سبب هذه الفرحة الكبيرة في عينيها قالت لـ24 إن أطفالها سيتناولون اليوم “تحلية فاخرة” تزامناً مع راتب الشهر الجديد.
ولفتت إلى أنها حرصت منذ بداية الشهر على تحضير الحلويات المنزلية ليحصل أطفالها على مكافأة مجزية على صيامهم، فكانت تعد لهم طبقاً واحداً من الحلويات يكفي لثلاثة أيام مثل الأرز بالحليب، حيث تستخدم كيلو من الحليب ونصف كوب من الأرز والسكر لتعد نحو 20 طبقاً تكفي أسرتها للتحلية ثلاثة أيام متتالية على الإفطار والسحور أيضاً.

التحلية بالصفوف والجلو
أما الأم جميلة ثمان (47 عاماً)، فهي تستغل مهاراتها في إعداد “الصفوف” لتكون بديلة عن الحلويات الرمضانية التي أصبح ثمن الكيلو منها نحو 10 دولارات، وهو ما يعادل نصف راتب زوجها الذي يعمل في بقالة. وذكرت أنها عندما يمل أطفالها من الصفوف، فإنها تلجأ إلى ظرفين من الجلو لتعد نحو 10 أطباق تكفي للتحلية ليومين وليس مثل الحلويات الرمضانية التي لا يتجاوز عمرها ساعات.

لا عصير ولا حلو
أما “الحاجة أم نايف” فقالت: “لا عصير ولا حلو”، مشيرة إلى أن حلويات رمضان أصبحت أسعارها من “المريخ”، فلجأت إلى العصائر، التي بدورها ارتفعت أسعارها بشكل كبير جداً، فأقل زجاجة سعرها أكثر من 100 ألف ليرة، لكنها وجدت البديل.

وأوضحت أم نايف أن “اللبناني المخنوق لا يغلب”، ورغم أن أسعار الليمون الحامض ارتفعت جداً، كونها من أساسيات طبق الفتوش الرمضاني، إلا أنها اشترت 2 كليو وعصرتها، مضيفة إليها المياه والسكر، وصنعت كمية وفيرة من “الليموناضة” تكفي لأسبوع، وعندما تنتهي، تكرر العملية، وتكون قد وفرت مبلغاً كبيراً.

التحلية بعبوات الجلاب المركز
لجأت أم حسان إلى “غالون” الجلاب المركز، رغم أن سعره حلق أضعافاً مضاعفة، فبعدما كان العام الماضي بـ150 ألف ليرة، أصبح هذا العام بـ7 دولارات أي ما يعادل حوالي 850 ألف ليرة، لكنه وفقاً لها يوفر مؤونة “تحلية” على المائدة الرمضانية لأسبوعين، بديلة عن الحلويات الرمضانية التي أصبحت أسعارها في المحلات “فلكية”، على حد وصفها.

“بسطات المشروبات الرمضانية”
وفي حين أن الكثير من المواطنين باتوا يشترون غالونات من العصير الجامد المركز، ويقومون بتحليلها في منازلهم، في المقابل، تزايدت أيضاً ظاهرة “بسطات المشروبات الرمضانية” التي تبيع عبواتها بالليرة اللبنانية، واجتاحت زوايا الطرقات في الأحياء الشعبية بالعاصمة اللبنانية، بدءاً من ساعات الظهيرة حتى وقت الإفطار، وتنوعت فيها زجاجات العصائر والمشروبات البلاستيكية مثل الجلاب والليموناضة والسوس والتمر هندي، بأسعار أقل من نصف قيمة ما تقدمه المحلات، وسط غياب تام للدولة عن الرقابة الصحية لهذه العبوات.

أمين الكردي (شاب عشريني عاطل عن العمل) أشار إلى أن حلول رمضان في هذا الظرف المعيشي السيئ، فتح أمامه باباً للرزق، حيث اشترى ماكينة عصير يدوية مستعملة واتخذ زاوية بمحاذاة باب منزل أهله، وراح يعصر البرتقال والحامض، وتعبئتها في زجاجات بلاستيكية.

وإذ سألناه عن المبيع، أكد أنه منذ مطلع الشهر أمور البيع جيدة، حيث إن السعر الذي طرحه بالعملة اللبنانية أرخص بكثير من المحلات، آملاً أن يستمر في عمله بعد انقضاء الشهر، وتتحول إلى مهنة تؤمن له مدخولاً شهرياً ثابتاً.
أما الطالب محمد ربيع (20 عاماً)، فاشترك مع زميله يوسف في الجامعة لوضع بسطة عصائر رمضانية كي يؤمنا مبلغاً من الأقساط الجامعية، خاصة أن والديهما يعملان طوال النهار لتأمين الحاجات اليومية للمنزل من دفع إيجار واشتراك للكهرباء ومصاريف الأكل اليومية.

“عملي تراجع”.. بهذه العبارة يصف يوسف حسن وهو بائع عصائر رمضانية في منطقة الملا في بيروت، حركة البيع لديه، مفسراً في حديث لموقع 24 أن الكثير من العائلات أصبحت تلجأ إلى إعداد العصائر في المنزل للتوفير، ويضيف “أبيع عبوة اللتر الواحد بسعر يتراوح بين 150 و200 ألف ليرة، وأبقى ملازماً العربة، مساء كل يوم إلى ما بعد الإفطار، لبيع الإنتاج الذي لا يجوز أن يبقى لليوم الثاني في ظل ​أزمة الكهرباء​”.

ورغم محاولات اللبنانبين الاستعانة ببدائل للتحلية بعد الإفطار عملاً بقانون “التعايش مع الأزمات المتجددة اليومية”، غير أن مشكلة انقطاع الكهرباء المتواصل تشكل تهديداً يشل حركتهم، خاصة في رمضان لأن الأكل يصعب الاحتفاظ به لعدة أيام متواصلة والحفاظ عليه بارداً في الثلاجة، خاصة بعدما أصبحت الكهرباء امتيازاً وليس حقاً بديهياً لجميع اللبنانيين.

 

 

فيس بوك

https://www.facebook.com/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-103599085449680

انستغرام

https://instagram.com/alqarar_iq

الموقع الالكتروني

Www.alqararaldawlia.com

عن Tabarak Safwan

شاهد أيضاً

وزير خارجية إيران يصل إلى جدة

وصل وزير الخارجية الإيراني بالوكالة “علي باقري كني” إلى مدينة جدة السعودية للمشاركة في الاجتماع …