الرئيسية / عربي ودولي / أمير الشعراء: قصيدة من الإمارات لإحياء “ديوان العرب”

أمير الشعراء: قصيدة من الإمارات لإحياء “ديوان العرب”

القرار

قبل نحو 17 عاماً أطلقت أبوظبي مُسابقة “أمير الشعراء” التي استطاعت أن تعبر أمواج الخليج العربي إلى مئات الملايين من عُشّاق الشعر الفصيح، فتحوّلت المُسابقة بشهادة الجميع إلى حركة شعرية مهمة لاتزال تؤدي دوراً محورياً في تعزيز المشهد الثقافي العربي.
245 شاعراً مُبدعاً من 25 دولة اكتشفتهم أبوظبي عبر لجنة تحكيم برنامج أمير الشعراء على مدى 10 مواسم بين 2007 و2023، أصبحوا جميعهم اليوم نجوماً في سماء الشعر والأدب، بعد أن عبرت بهم الإمارات حدود الجغرافيا، وعبر البث التلفزيوني المباشر إلى جميع الناطقين بلغة الضاد في العالم، ما ساهم في إعادة الاعتبار للشعر وفنون إلقائه بالارتكاز على قاعدة شعبية واسعة كادت أن تتلاشى لولا أن نجحت أبوظبي في إعادة إحياء الاهتمام بشعر العربية الفصحى.
وما يجدر ذكره أن الشعراء الـ 245 بلغوا المراحل النهائية لبرنامج أمير الشعراء بعد أن قابلت لجنة التحكيم وامتحنت بشكل مباشر نحو 1500 شاعرة وشاعراً بشكل مباشر خلال 10 مواسم، مُتيحة لهم فرصة الظهور الإعلامي والوصول للملايين من عُشاق الشعر، وذلك من أصل ما يزيد عن 20 ألف مُترشّح تقدم للمُنافسة على لقب أهم وأضخم مسابقة للشعر العربي الفصيح.
وتراوحت أعمار الشعراء وفقاً لمعايير البرنامج بين 18و45 عاماً، ليُبرهن التواجد القوي للشعراء الشباب على نجاح المشروع في تشجيع المواهب، وعلى أن الشعر لا يزال مطلوباً ومنتشراً ووسيلة للتعبير وفن للإلقاء والأداء.
ويتوزّع هؤلاء الشعراء الـ 245 وفق الدول التي ينتمون لها كما يلي، 28 من مصر، و25 من السعودية، و22 من العراق، و20 من الأردن، و18 من سوريا، و17 من موريتانيا، و14 من الجزائر، و13 من الإمارات، و13 من فلسطين، و12 من عُمان، و12 من المغرب، و9 من السودان، و8 من اليمن، و8 من تونس، و5 من لبنان، و5 من البحرين، و4 من ليبيا، و3 من السنغال، وشاعران من الكويت، وشاعران من مالي، وشاعر واحد من قطر، والهند، وبوركينا فاسو، ونيجيريا، والولايات المتحدة.
وحصل على لقب أمير الشعراء، وبردة الشعر، وخاتم الإمارة، وجائزة المليون درهم إماراتي، على مدار 9 مواسم متتالية، شعراء من 6 دول عربية هي الإمارات، والسعودية، ومصر، وسوريا، وموريتانيا، واليمن.
ونال لقب الموسم الأول الشاعر عبدالكريم معتوق من الإمارات، وفي الموسم الثاني الشاعر سيدي ولد بمبا من موريتانيا، وفي الثالث الشاعر حسن بعيتي من سوريا، وفي الرابع الشاعر عبد العزيز الزراعي من اليمن، وفي الموسم الخامس الشاعر علاء جانب من مصر، وفي السادس الشاعر حيدر العبدالله من السعودية، وفي السابع كان اللقب من نصيب الشاعر السعودي إيّاد الحكمي، وفي الثامن الشاعر السعودي سلطان السبهان، أما لقب الموسم التاسع فحصل عليه الشاعر سلطان الضيط من السعودية.
لجنة تحكيم خبيرة
هذا النجاح الهائل الذي تحقق لم يكن وليد صدفة، بل نتيجة الدعم اللامحدود لمسيرة الأدب والثقافة من قبل إمارة أبوظبي، وكذلك بفضل الإمكانات التنظيمية واللوجستية غير المسبوقة التي توفرت، وعبر دراسات استقرائية رصدت ردود الفعل والرأي العام في العالم العربي، وأيضاً بفضل الاختيار الموفق للجان تحكيم خبيرة تمكنت من تجاوز كافة الضغوط والتحديات، وأن تبذل جهوداً ضخمة لتنتصر لحقوق الجَمال والإبداع الشعري رغم تلقيها الآلاف من القصائد المُبدعة، وذلك برئاسة إحدى أبرز الشخصيات الأدبية والثقافية الإماراتية والعربية د.علي بن تميم الذي كان له دور رئيس في نجاح وتميز وتألق العديد من أهم المشاريع الثقافية والعربية والعالمية، وفي مُقدمتها برنامج أمير الشعراء، ومشروع كلمة للترجمة، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وغير ذلك الكثير.
وكما هي الحال مع كل فكرةٍ مُبدعة ناجحة، رافق مشروع مسابقة وبرنامج “أمير الشعراء” منذ بداياته ولغاية الموسم الجديد الكثير من الصعوبات والتحدّيات التي واجهتها لجنة التحكيم بعزيمة صادقة وثقة قوية، واضعة نصب أعينها اكتشاف وإبراز المواهب الشعرية المتميزة، التي لم تُتح لها فرصة الظهور الإعلامي المناسب من قبل، في ظلّ هيمنة البرامج غير الهادفة على معظم الفضائيات العربية.
وقد غاب اليوم عن ناقلي سموم الإعلام الإخواني أن حلقة البرنامج موضوع النقاش التي بثت أخيراً من الموسم العاشر، هي حلقة مسجلة منذ أسابيع، ولو كان هناك ما قد تُخفيه لجنة التحكيم أو تخشاه إدارة البرنامج لما بثّ الفقرة المذكورة أصلاً، وهو ما يدل على ثقة وأمانة أعضاء اللجنة والقائمين على المُسابقة.
وعلى مدى المواسم الماضية أبدعت لجنة تحكيم “أمير الشعراء” في تحقيق جملة من الأهداف الثقافية السامية من ضمنها تشجيع الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم الشعرية، و الاحتكاك مع شعراء متميزين، وتعريفهم والجمهور على الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المتعددة.
جاء إطلاق البرنامج الذي يحظى بمعدلات مشاهدة تلفزيونية مرتفعة ويُشكل ظاهرة إعلامية غير مسبوقة، انعكاساً لأهمية الشعر وارتباطه بالذاكرة والتاريخ والأصالة في المنطقة. فنجح في استعادة مشاعر الجماهير، ليعود الشعر من جديد في صُلب اهتمامات المجتمع، كما في العصور الغابرة.
تجدر الإشارة إلى أن سنة 2006 شهدت إطلاق أبوظبي للموسم الأول من برنامج “شاعر المليون” ليعقبه إطلاق الموسم الأول من برنامج “أمير الشعراء”، هذه البرامج الأدبية التلفزيونية التي ساهمت في تطور الذائقة الشعرية والارتقاء بالوعي الثقافي والإنساني، وخلق فضاءات التعبير للشباب بعيداً عن فخّ المفاهيم المُتطرفة، وليعود الوهج إلى الشعر العربي باعتباره أحد أجمل أركان الفنون القولية. وبالشعر تسمو الروح والأحاسيس، وتتلاقى الإبداعات والحضارات الإنسانية.

 

 

فيس بوك

https://www.facebook.com/%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-103599085449680

انستغرام

https://instagram.com/alqarar_iq

الموقع الالكتروني

Www.alqararaldawlia.com

عن Tabarak Safwan

شاهد أيضاً

وزير خارجية إيران يصل إلى جدة

وصل وزير الخارجية الإيراني بالوكالة “علي باقري كني” إلى مدينة جدة السعودية للمشاركة في الاجتماع …