استعادت غالبية القطاعات الحيوية في دولة الإمارات، مستويات النمو الطبيعية المسجلة ما قبل أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وفقاً لمجموعة من الأرقام الرسمية المعلن عنها منذ بداية العام 2022.
فقد حققت قطاعات التعليم، والصحة، والاقتصاد، وحركة الطيران، إضافة إلى السياحة على مستوى الإشغال الفندقي، وحركة الطيران، أرقاماً ومؤشرات متطابقة مع ما كانت تسجله ما قبل ظهور الجائحة.
إلغاء القيود
وتوجت الإمارات نجاحاتها في احتواء الأزمة، بإلغاء القيود على الطاقة الاستيعابية على كافة الأنشطة والفعاليات في الدولة في مختلف المرافق الاقتصادية، والسياحية، والترفيهية، ومراكز التسوق، ووسائل النقل بحلول منتصف فبراير (شباط) الحالي.
ويستعرض التقرير التالي أبرز ملامح عودة الحياة إلى طبيعتها في القطاعات والأنشطة كافة.
الصحة
تطبق الإمارات منذ بداية جائحة كورونا، خطة عمل علمية، وعملية، تعد من أنجح النماذج العالمية في إدارة الأزمة على الصعيد الصحي، ونجحت الدولة طوال الفترة الماضية بالسيطرة على مؤشرات الوضع الوبائي لفيروس “كوفيد-19” لجهة عدد الإصابات أو عدد الوفيات الذي يعد من الأقل عالمياً نسبة لعدد الإصابات، وفي المقابل تحتل الإمارات الصدارة عالمياً في عدد الفحوصات اليومية والتطعيمات نسبة لعدد السكان.
التعليم
ونجحت الإمارات بداية عام 2022، بتحقيق عودة الدراسة إلى نظام التعليم الحضوري في المراحل التعليمية كافة، وذلك بفضل ما يتحلى به القطاع التعليمي في الدولة من جاهزية واستباقية لسرعة التعامل مع الأوضاع الطارئة، وقدرات استثنائية سهلت عملية العودة الآمنة للطلبة والمعلمين والموظفين الإداريين بالمنشآت التعليمية.
السياحة
وعكس أداء القطاع السياحي في الدولة، حجم التعافي الذي حققته الإمارات من جائحة كورونا، حيث اختتمت عام 2021 محققة نسبة إشغال فندقي وصلت إلى 67% متفوقة على أفضل عشر مدن سياحية عالمية، والإيرادات من أفضل المستويات.
كما ونجحت النسخة الثانية من حملة “أجمل شتاء في العالم”، التي أختتمت في 13 فبراير (شباط) الجاري/ في الترويج لوجهات وتجارب سياحية، وطبيعية، وترفيهية، على امتداد الإمارات السبع، وحققت نتائج اقتصادية نوعية للسياحة الداخلية، حيث رفعت إيرادات المنشآت الفندقية إلى 1.5 مليار درهم، مقابل مليار درهم في نسختها الأولى، بزيادة 50%.
وزادت الحملة في دورتها الثانية، عدد السياح المحليين من 950 ألفاً، إلى 1.3 مليون سائح، بزيادة 36% مقابل النسخة الأولى لها، ووصلت نسبة إشغال المؤسسات الفندقية إلى 73%، مقابل 66% في الأولى، بزيادة 7% عن معدل الإشغال أثناء الحملة العام الماضي.
حركة الطيران
وفيما يخص حركة الطيران في دولة الإمارات، قفز إجمالي أعداد المسافرين عبر ‎مطارات الدولة خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2022، ليصل إلى أكثر من 5 ملايين و800 ألف مسافر، بنسبة زيادة بلغت 96.93% بالمقارنة مع شهر يناير 2021، الذي بلغت فيه أعداد المسافرين إلى ما يقارب 2.9 مليون مسافر، وذلك وفقاً للهيئة العامة للطيران المدني.‎وارتفعت أعداد المسافرين القادمين عبر مطارات الدولة في يناير (كانون الثاني) 2022 إلى 1.9 مليون قادم، وبنسبة زيادة بلغت 76.10%، مقارنة بشهر يناير 2021 الذي سجل 1.1 مليون مسافر، فيما ارتفعت أعداد المغادرين عبر مطارات الدولة في يناير 2022 لتصل إلى أكثر من 1.8 مليون مغادر، وبنسبة زيادة بلغت 70.91% مقارنة بـ 1.06 مليون مسافر المسجلة في يناير 2021.
‎وفي السياق ذاته، ارتفع إجمالي عدد المسافرين من فئة العبور “الترانزيت” عبر مطارات الدولة خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، لتسجل نحو 2.1 مليون مسافر، وبنسبة زيادة بلغت 161.39% مقارنة مع شهر يناير 2021 الذي سجل نحو 800 ألف مسافر.
سوق العمل
ودللت ارتفاعات أسواق المال المحلية لمستويات تاريخية خلال فبراير (شباط) الجاري، عقب الإعلان عن البيانات المالية للشركات والبنوك، إلى معاودة النمو الاقتصادي لمعدلات ما قبل الجائحة، وتزامن ذلك مع مواصلة الإمارات توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع عدد من دول العالم لمضاعفة التبادل التجاري وجذب المزيد من الاستثمارات.
وعلى صعيد سوق العمل، فقد وصل عدد العاملين في منشآت القطاع الخاص والمسجلين لدى الوزارة في نهاية عام 2021، إلى 4 ملايين و903 آلاف و612 موظفاً، بزيادة بلغت 124 ألفاً و416 موظفاً بالمقارنة مع عام 2020.
وارتفع عدد منشآت القطاع الخاص المسجلة، بنهاية العام الماضي 2021 لدى الوزارة فقط من دون أن تشمل الشركات المسجلة في المناطق الحرة، إلى 373966 منشأة، بزيادة بلغت 22999 منشأة بالمقارنة مع عام 2020.
الفعاليات والأحداث
وبرهنت الإمارات من خلال المناسبات الدولية الكبرى التي استضافتها على أرضها منذ بداية العام الجاري، على نجاح استثنائي في التعامل مع جائحة كورونا، وإدارتها على النحو المثالي، وشكل الحضور الدولي الكثيف بتلك المناسبات شهادة عالمية بأن أزمة “كوفيد-19” أصبحت من الماضي في دولة الإمارات.
وتشهد الفعاليات مشاركة واسعة من مختلف دول العالم وعلى رأسها إكسبو 2020 دبي الذي يواصل تصدره لقائمة الأحداث الأكثر زخماً على مستوى العالم، بعدما بلغ عدد الزيارات للحدث الدولي حتى يوم أمس الاثنين 14.719.277 زيارة.
بدوره يواصل مهرجان الشيخ زايد بالوثبة في أبوظبي استقطاب الجمهور المحلي والخارجي، فيما سجلت الأحداث الرياضية العالمية حضوراً مميزاً على أجندة الفعاليات التي شهدتها الإمارات منذ بداية عام 2022 ومن أبرزها بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة، وكأس العالم للأندية في أبوظبي.
وعلى صعيد المعارض الدولية، استضافت الإمارات معرضي الصحة العربي “آراب هيلث”، وميدلاب الشرق الأوسط 2022 بمشاركة نحو 3500 شركة عارضة من أكثر من 60 دولة، والنسخة الخامسة من معرضي ومؤتمر الأنظمة غير المأهولة “يومكس 2022” والمحاكاة والتدريب “سيمتكس 2022” في أبوظبي والتي انطلقت أمس الاثنين.