تقوم الإمارات بدور دولي ريادي في الحفاظ على الرياضات التراثية العربية بمختلف أنواعها، من منطلق تعزيز الهوية الوطنية ونشر قيم وتقاليد وثقافة المجتمع الإماراتي كنوع من أنواع القوى الناعمة للدولة، ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة للمحافظة على تراث وتاريخ الآباء والأجداد، ونشر ثقافة المجتمع الإماراتي على أوسع في مختلف دول العالم، والترويج لها.
تعد رياضة الفروسية أبرز الرياضات التراثية التي تولي لها دولة الإمارات اهتماماً كبيراً محلياً وعالمياً، حيث يتم تنظيم العديد من الفعاليات والبطولات داخل الدولة وخارجها، سواء كانت سباقات الخيول العربية الأصيلة، أو بطولات القدرة والتحمل، أو جمال الخيل، أو قفز الحواجز.
وتمثل سباقات كأس رئيس الإمارات للخيول العربية الأصيلة، ومهرجان سباقات نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وكأس الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولي للقدرة للسيدات علامة فارقة في تاريخ سباقات الخيول في العالم، حيث تعد الأكبر حجماً وقيمة للجوائز، إضافة إلى تنوع انتشارها في مختلف المضامير وميادين الخيل العالمية، وإقامتها بشكل مستمر، حيث يعد ذلك أحد أبرز علامات تميزها.
أما سباق كأس دبي العالمي، والذي أطلقه نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في عام 1996، فكان الحدث العالمي الأبرز الذي يقام على أرض الإمارات سنوياً، بمشاركة نخبة الخيول والفرسان من كل بقاع الأرض وسط قيمة جوائز تواصل ارتفاعها من وقت لآخر حتى وصلت في النسخة الـ26، والتي تنطلق الشهر المقبل إلى 30.5 مليون دولار وهي الأضخم في العالم، كما أسس سموه اسطبلات غودلفين، لتصبح واحدة من أكبر وأهم اسطبلات السباق في العالم.
وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وضع أساساً متيناً لدعم واهتمام دولة الإمارات بالخيول العربية في الدولة والمنطقة وكل قارات العالم، وتوفير أفضل بيئة محفزة للمربين والملاك في كل دول العالم للحفاظ على سلالات الخيل العربي والاهتمام بنشرها في مناطق جديدة، وتوفير أهم السباقات والخدمات والجوائز لها، نظراً لارتباط الخيل العربي بتقاليد وإرث وثقافة الإمارات والخليج والعرب بشكل عام.
كما كان الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، دوراً كبيراً وبارزاً في دعم رياضة الفروسية، حيث كان له الفضل في تأسيس سباق دبي الدولي للخيول العربية الأصيلة عام 1982 بمضمار كمبتون بارك البريطاني قبل أن ينتقل بعد 9 سنوات إلى نيوبري، ليستمر الدعم لسباقات الخيل في الإمارات وخارجها في مختلف وأبرز البطولات.
وفي فبراير من عام 1998، نظم اتحاد الإمارات للفروسية أول سباق دولي لمسافة 160 كم، وفاز بلقبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وفي ديسمبر (كانون الأول) من 1998، نظم اتحاد الإمارات للفروسية والسباق بطولة العالم للقدرة والتحمل حيث سجلت رقماً قياسياً في عدد المشاركين في منافساتها بواقع 162 فارساً، لتدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية كأكبر بطولة للفروسية والتحمل في العالم في عام 1998.
أما بطولات جمال الخيل فقد حققت الإمارات فيها قفزة نوعية كبيرة محلياً ودولياً، وساهمت في نشرها من أجل تشجيع الملاك والمربيين على زيادة الإنتاج والمشاركة باسم الدولة في مختلف بطولات العالم الأمر الذي تحقق بالفعل في كبرى البطولات بأمريكا وأوروبا.
وتشرف جمعية الإمارات للخيول العربية على البرنامج الذي يتضمن 13 بطولة ومنافسة، من بينها 6 بطولات دولية، خلال الموسم الحالي، ومن أبرز البطولات التي تقام في الإمارات لجمال الخيول .. بطولة أبوظبي الدولية لجمال الخيل وبطولة دبي الدولية لجمال الخيل، وبطولات نادي الشارقة للفروسية للخيول العربية الأصيلة أيضا، وغيرها الكثير.
وأعلن مؤخراً عن تنظيم النسخة الأولى من “بطولة العرب لمربي الخيول العربية”، والتي تم تخصيصها للملاك والمربيين العرب حيث ستقام يومي 24 و25 مارس (آذار) المقبل.