في موقع ستونهنج البريطاني الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، تروي عالمة الآثار سوزان غريني مصير مئات الأشخاص الذين جاؤوا لبناء هذا المعبد الشمسي قبل 4500 عام، وذلك في سياق معرض جديد حول هذا الموقع المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في بريتيش ميوزيوم.
تروي غريني فيما تشرق الشمس فوق هذا السهل الشاسع وتدفئ بأشعتها الفجر البارد “هؤلاء الأشخاص كانوا مزارعين، كانوا يحرثون الأرض وقاموا بتربية حيوانات” و”لا بد أن دورة العام كانت جزءا من أسلوب حياتهم”.
وتضيف المسؤولة في مؤسسة “إنغليش هيريتدج” البريطانية التي تدير الموقع الواقع على مسافة 140 كيلومترا غرب لندن إن ستونهنج “معبد متوائم مع حركات الشمس”، يتكون من بقايا دائرتين متحدتي المركز من أحجار متراصة منحوتة في أعمدة وعتبات في وقت لم تكن فيه الأدوات المعدنية موجودة.
وأنشئت البوابتان الرئيسيتان بحيث يمكن رؤية الشمس تشرق من خلال إحداهما في 21 يونيو (حزيران)، وهو أطول يوم في السنة، وتغيب من خلال البوابة الأخرى في 21 ديسمبر (كانون الأول)، وهو أقصر يوم في السنة.
وفي الوسط، كان هناك مذبح.
وما يزيد الغموض الذي يكتنف هذا المكان الذي ساهم في تغذية أساطير لا تعد ولا تحصى، تحديد علماء آثار أن عددا كبيرا من الحجارة جلب من موقع يبعد أكثر من 250 كيلومترا من ستونهنج.