جريدة القرار الدولية جريدة دولية تصدر في بغداد وتوزع في العالم العربي
القرار
مع عودة فتح المحاكم لأبوابها، تزاحمت طلبات الطلاق واكتظت غرف المحاكم بمحامي الأزواج حول العالم. وتشير الإحصائيات التي صدرت مؤخراً إلى زيادة كبيرة في نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثاً (لم تمضِ سنة على زواجهم). وسواء تسبب الوباء في مشاكل جديدة أو أدى إلى تفاقم المشاكل القديمة، فقضايا الطلاق جعلت محامي الأسرة والقضاة مشغولين أكثر من أي وقت مضى. وبحسب تقرير أصدره مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC»، فإنه خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، يعاني %22 من الأزواج من شكل من أشكال «الاضطراب الزوجي» أو ما يعرف بـ (المشاكل الزوجية)، بينما يكون الطلاق أو الوفاة هو نصيب %53 من الزيجات قبل وصولها الى عامها العشرين. وحول الأمور التي تزيد أو تقلل من احتمال الطلاق، ذكر التقرير ما يلي:
– %48 من الذين يتزوجون قبل سن 18 عاماً من المرجح أن يطلقوا في غضون 10 سنوات، مقارنة بـ %25 ممن يتزوجون بعد سن 25 عاماً.
– %60 من الأزواج الذين كانوا متزوجين سابقاً (سبق لهم الطلاق)، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و25 سنة ينتهي بهم الأمر بالطلاق.
عندما ننظر إلى الإحصائيات العالمية لمسببات الطلاق، نجد أنها تتدرج تنازلياً إلى الخيانة الزوجية والمشاكل المالية وعدم التوافق الفكري والنفسي بين الزوجين. ولكن هناك مسببات أخرى أثبتت الدراسات الحديثة وجودها، بيد أنها قد تكون خفية على البعض، ومنها:
1- الاكتئاب بسبب عدم دعم الشريك
قد تكون الوحدة أفضل من الناحية النفسية من وجود الشخص مع رفقة سيئة أو سلبية. وذلك ما أثبتته دراسة جديدة من جامعة ميشيغان الأميركية شملت 4642 شخصاً، واستمرت لمدة 10 سنوات، حيث وجدت أن الأشخاص الذي لا يجدون الدعم أو المشاركة الفعالة من شركائهم، تتضاعف لديهم فرصة الإصابة بالاكتئاب مقارنة بالعزاب.
وتم تقييم معدل الدعم والتشجيع الذي يلقاه الشخص من شريكه من خلال استفتاء دوري، ضم أسئلة، مثل: «إلى أي درجة يمكنك الاعتماد على الشريك ان حدثت لك مشكلة صحية كبيرة؟ وهل يمكنك أن تفتح له قلبك وصدرك من دون تحفظ؟ إلى أي درجة يمكنه تحمل سماع ما يثقل صدرك وهمومك؟». بالإضافة الى ذلك تم ادراج اسئلة تقييم مدى السلبية في العلاقة، مثل: «كم مرة ينتقدك فيها الشريك؟ كم مرة خذلك أو خيب ظنك الشريك؟ كل مرة سبب فقدانك لثقتك بنفسك؟ هل يثق بامكانياتك؟».
وقد ظهر جلياً أن وجود شريك لا يوفر الدعم للآخر سبب رئيسي لإصابة الشريك الآخر بالاكتئاب. وعلق الباحث الرئيسي وخبير علم النفس البروفيسور آلان تو قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب، فإن جودة العلاقة لها أهمية تفوق وقت العلاقة (ساعات التواصل)». وفي هذه الحالة، سيكون الطلاق هو الحل للخروج من دائرة الاكتئاب.
2- جينات المرأة
أشارت نتائج دراسة سويدية طويلة الى وجود جين يفسر لماذا تجد بعض النساء صعوبة في الارتباط، حيث وجد الباحثون أن النساء اللاتي لديهن خلل في الجين المسؤول عن مستقبلات الاوكسايتوسين، والذي يعرف باسم A-allele، كنَّ أقل فرصة في الزواج، وذلك نتيجة للصعوبة التي تواجههن في الارتباط والانتماء الى شخص اخر. كما سجل البحث، ان اللاتي لديهن هذا الجين من المتزوجات كانت فرصة طلاقهن وتهديدهن بالطلاق تصل الى أكثر من %50.
3- علاقة الزوج مع والدي الزوجة
بينت دراسة من جامعة ميشيغان الأميركية وامتدت لفترة 26 سنة، وتضمنت حوالي ألفي زوج وزوجة، أن الزوج يعتبر وجود علاقة قريبة مع والدي زوجته تهديداً للعلاقة الزوجية، وان ذلك يرفع فرصة الطلاق بحوالي %20. وفي المقابل، أشارت الزوجة الى ان قرب علاقتها من والدي الزوج يعتبر سبباً لزيادة قوة العلاقة الزوجية وانخفاض معدل الطلاق بحوالي %20. وسبب هذا الاختلاف بين منظور الزوجين يرجع بحسب الباحثين الى ان الزوجات غالبا او بعد فترة ينظرن الى اراء وتدخل والدي الزوج في حياتها نظرة فضولية وغير شخصية. اما الازواج فينظرون الى هذا التدخل من قبل اهل الزوجة على انه شيء شخصي.
المهن ذات معدلات الطلاق الأدنى
بحسب ما ذكر في تقرير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC»، فأقل معدلات الطلاق كانت من نصيب العاملين في المهن التالية:
مزارعون – %7.6
أطباء – %6.8
رجال دين -%5.6
اختصاصي فحص عيون – %4.0
مهندسون زراعيون – %1.8
انستغرام
https://instagram.com/alqarar_iq
الموقع الالكتروني
تلكرام
