بغداد: مصطفى الهاشمي
قال وزير النقل ناصر الشبلي إن مشروع ميناء الفاو الكبير لا يهم محافظة البصرة والعراق فحسب، بل يهم المنطقة كلها، لكونه ميناءً ستراتيجيا، وسيكون تأثيره كبيرا على الاقتصاد العراقي، من خلال الأعمال الكبيرة التي ستشتغل به. وأضاف الشبلي في تصريح نقله المكتب الإعلامي للوزارة، وتابعته {القرار }، ان {الميناء سيكون جزءا مهما وأساسيا من ما يسمى بطريق الحرير الذي يربط الشرق بالغرب، لأن أقرب طريق لذلك هو ميناء الفاو والسكك الحديدية التي ستنشأ من الميناء الى تركيا، ومن بعد ذلك الى اوروبا}.
وفي هذا الشأن يرى الاكاديمي الاقتصادي الدكتور ماجد البيضاني، ان {تفعيل الربط السككي بين العراق وأوروبا عبر تركيا، سيعزز حركة النقل التجاري الداخلي والخارجي من الموانئ، وما سيرافقها من توفير فرص عمل كبيرة في مجال الشحن والنقل}.وصحح البيضاني الفكرة المغلوطة عن ان هذا الربط سيربك عمل الموانئ قائلا: إن {عمل الموانئ هنا سيكون أساسيا وستشهد حركة إقبال واسعة من دول العالم التي ترغب بنقل وشحن بضاعتها من شرق العالم الى غربه واوروبا، من دون ان يلحق ذلك أي ضرر بعمل الموانئ بل سيوحد المسار الاقتصادي مع القناة الجافة، ليكون مكملا لها}.يذكر أن اللجنة الوطنية لتسهيل النقل والتجارة أصدرت مجموعة من القرارات والتوصيات، من بينها الدعوة لتشكيل اتحادات نوعية للنقل الجوي والبحري والسككي والبري للبضائع والركاب.
بدوره أكد الباحث الاقتصادي فراس عامر أن {المصدرين ووسطاءهم يرغبون في التعامل مع نظرائهم المورّدين في بيئة آمنة بعيداً عن العوائق البيروقراطية والتأخير والتعريفات الجمركية، لا سيما في مجال النقل}، مشيرا الى أن ذلك {من شأنه حماية المصالح الوطنية بعد سن قوانين وأنظمة تَضمن الحفاظ على البنية التحتية للنقل والتجارة الخارجية منها شبكات السكك الحديدية}.ودعا عامر الى {زيادة الاستثمارات الحكومية والخاصة في قطاعات النقل،لا سيما السكك الحديد وتفعيل القناة الجافة بما من شأنه تعزيز قطاع النقل ليأخذ دوره في تحقيق النمو الاقتصادي}.من جانبها قالت الباحثة الاقتصادية آية عادل: إن {العالم ودول الجوار يتطلعون الى اقامة المشاريع الستراتيجية مع العراق، خصوصا مشاريع السكك الحديدية وربطها مع تلك الدول، لتحقيق الفائدة العظمى للاقتصاد من خلال الايرادات المتأتية من نقل البضائع عبر الموانئ وبواسطة خطوط السكك}.أكدت عادل {إمكانية وصول البضائع الى القارة الاوروبية بعد تفعيل خط البصرة بغداد- برلين من دون التأثير في عمل الموانئ، بل سيكون مكملا لها، لميزة الموقع الجغرافي للعراق، التي ستعززها شبكة من السكك تربط غالبية المحافظات، التي يمكن ربطها مع دول الجوار}.بدورها قالت الباحثة الاقتصادية لبنى الشمري: إن {موضوع الاستثمار في هذا الجانب سيوفر مبالغ إضافية لخزينة الدولة ويعزز موازنة الايرادات ويرجّح كفتها على الموازنة الريعية}، مشيرة الى أن {بعض دول الجوار جاهزة للدخول في الاستثمار بالنقل السككي العراقي لتوصيل منتجاتها واستيراداتها الى القارة الاوروبيّة}.ورأت أن {النقل بالقطارات يحقق جدوى اقتصادية، إذ يمثل هذا النوع نقلا متكاملا للسلع والبضائع والمسافرين، ويحقق للعراق أهدافا تنموية ملموسة، بسبب امتلاكه الموقع الجغرافي والأراضي المنبسطة، التي تؤهله لأن يمثل حلقة الربط السككي بين جنوب غرب آسيا والقارة الاوروبيّة}.