سها الشيخلي
تعد الطريقة الكلاسيكية التي يعامل بها الرجل المرأة وسيطرته على قراراتها لها تاثير مباشر في شخصيها وتقيد طاقتها في التعبير عن امكاناتها السياسية، بالرغم من أن لها تاثيرا كبيرا في وجهة نظر الناخب والمنتخب.
إن تعامل الرجل وسيطرته وتأثيره في مجمل قراراتها ألقى بظلاله في تقييد هذه الطاقة، والحد من امكاناتها السياسية والاجتماعية، بالرغم من أن المجتمع الدولي كافة، يؤمن بأن لها قدرات خلاقة وقدرة كبيرة في قيادة المجتمع، لكنها في بلدها نجدها مهمشة لأسباب عدة، في الوقت الذي نجد أن أغلب الدول الديمقراطية التي تعتمد العملية الانتخابية وآلية للوصول الى مواقع صنع القرار، لا تستبعد المرأة من الحياة السياسية ودورها في صنع القرار ومشاركة الرجل في تحمل المسؤوليات، خاصة في البلدان التي تعرف بتطورها الثقافي والاجتماعي، ولكن نظام الكوتا لدينا والذي جاء بعد سنوات من التغيير، لم ينسجم مع دور المرأة السياسي والاجتماعي والثقافي في مجتمعنا ووجدنا نوعا من الاقصاء لدور المرأة في مواقع صنع القرار، وكانت الأسباب هي أن طبيعة العقلية الذكورية عندنا والقابضة على مقاليد السلطة، قد اسهمت في عدم الاهتمام بدورها مع ان غياب المرأة دلالة واضحة على غياب النضج السياسي في العملية الانتجابية، التي كانت جارية سابقا وكان دورها غير فاعل وان وجد فهو هامش رمزي لا يتعدى كونه رقما يضاف الى العدد الموجود في البرلمان واحيانا يكون (ديكورا) لا بدَّ منه.
خبرة وفن
فالتركيز على أبعادها عن الحياة السياسية دلالة على مدى قصور الرؤية العلمية لها، فهناك الكثير من النساء اللاتي، كان لهن الدور الفاعل والمؤثر في جميع نواحي المجتمع، وهذا ما يؤكد ضرورة الاهتمام بالمرأة وتفعيل دورها في الحياة، لا أن يقتصر دورها على التدبير المنزلي والانجاب.
إن هذا التميز ضدها ادى الى تراجع دورها في الحياة السياسية، مع أنها أكثر دبلوماسية من الرجل، فالسياسة خبرة وفن قد لا يمتلكها كل الرجال، وهو ما يفرض ضرورة العمل على الارتقاء بدور المرأة وتسليحها بالثقافة الانتخابية والديمقراطية، لكي تقوم بأدوار مهمة في مؤسسات الدولة المختلفة، ومنها المؤسسة التشريعية، ووجدنا قاضيات عراقيات مشهود لهن بالخبرة والكفاءة وتشريع القوانين والرقابة على عمل الحكومة.
نحن في القرن الواحد والعشرين وقبلها برزت نساء عراقيات في السياسة والقضاء والعلوم، منهن زهاء حديد وصبيحة الشيخ داود ونزيهة الدليمي، ولكي نسير في الطريق الصحيح، علينا ألا نهمل دورها فهي
نصف المجتمع ونعمل على تغيير الوجوه، التي اضرت بالشعب وان مساهمة المرأة في العملية السياسية احدى أهم الآليات للقضاء على الفساد والمفسدين، والادلاء
بصوتها يسهم في وصول الشخص المناسب في المكان المناسب مهما قيل عنها لاقصائها.