ميسان- القرار
يقاوم سوق الصفافير الواقع في مدينة العمارة مركز محافظة ميسان الاندثار بعد أن ملأت السلع المستوردة الأسواق واقتصر العمل فيه على الأدوات المنزلية البسيطة التي تدخل ضمن عمل المطبخ الريفي، حيث تمتد تسميته إلى النحاس “الصفر” الذي يستخدم في صناعة جميع الأدوات التي تصنع داخله.
وقال صاحب أحد المحال في السوق، محمد كاظم لوكالة القرار الدولية، إن “السوق الان تحول كليا الى صناعة الالمنيوم في جميع منتجاته“.
ويضيف كاظم، أن “صناعة التنور والمناقل والمناجل أصبحت من الحديد وادوات المطبخ من قدور وغيرها جميعها من الالمنيوم”، مبينا أن “المواد المصنعة من النحاس أصبحت من التراث بسبب ارتفاع اسعاره“.
ويتابع أن “جميع محلات السوق تحولت الى (الفافون) اي الالمنيوم في صناعة الادوات المنزلية“
وحول السلع المستوردة واندثار الصناعات المحلية يتحدث الاعلامي محمد الخزعلي لوكالة القرار الدولية، أن “السلع والمواد المستوردة غزت الأسواق بشكل كبير حتى اندثرت أغلب الصناعات المحلية والأسواق ومن ضمنها سوق الصفافير الذي ما زال يقاوم ويحافظ على مهنته القديمة“.
ويشير الخزعلي إلى أن “اندثار الصناعة المحلية يعود الى سبب وحيد وهو رخص اسعار السلع المستورد قياسا بالصناعة المحلية”، مضيفا أن “اغلب المواطنين يرغبون بالصناعة المحلية لجودتها والإبداع في صناعتها قياسا بالمستورد سريع الاستهلاك“.
وعن عمر سوق الصفافير وموقعه في مدينة العمارة يتحدث المؤرخ علي العقابي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “سوق الصفافير يمتد من سوق الكروش شرقا الى سوق الدجاج غربا بمحاذاة السوق المسقوف وتنتشر على جانبيه محلات صغيرة تعود الى عام 1882 اي أن عمر هذا السوق اكثر من قرن من الزمن“.
ويؤكد العقابي أنه “مازالت تلك المحلات كما هي لم يحدث عليها اي ترميم او اعمار كما حدث في اسواق اخرى في العراق“.
ومن جانب آخر يؤكد أحد رواد السوق وسام الربيعي لوكالة القرار الدولية، أن “سوق الصفارين يُعد من التراث العراقي ويعكس ثقافة البلد، فضلاً عن أن الأماكن المخصصة لهذه الحرفة منتشرة في عدة محافظات وايضاً تُعد أماكن تراثية يرتادها الكثير“.
ويردف بأن “الغزو التجاري (المستورد المقلد) وكذلك الجانب الأمني وهجرة المهتمين بهذا النوع من المهن؛ تسبب بتراجع كبير لهذا الإرث الحضاري“.
والى ذلك يقول صاحب محل في سوف الصفافير كريم السيد لوكالة القرار الدولية، إن “هذا السوق واحد من اقدم الاسواق في مدينة العمارة وكان زاخرا بمختلف الصناعات المحلية من التنور الى مهد الطفل الى المناقل وخزانات الماء من البليت الاصلي”، مضيفا أنه “كانت هناك خانات قديمة تجمع كل المحلات والان تحولت الى محلات مفردة، حيث إن قسما من هذه المحلات تحول الى مهن اخرى، تركت المهنة الاصلية لغزو السوق بالمستورد الرخيص“.