دروس وعبر من هبة الشعب الفلسطيني ومعركة غزة الاخيرة …
د. محمد رياض ….
- الدولة العبرية لم تستطع إحتمال حالة الحرب لاكثر من أسبوع في مواجهة المقاومة في غزة، وبالتالي فإنها غير مؤهلة إطلاقاً للدخول في حالة حرب أوسع مع محيطها أو مع إيران مثلاً، وهذا يدل على هشاشة الوضع الاسرائيلي الداخلي !
- الحملة الاسرائلية لم تحقق أية أهداف تذكر، فهي لم تفرض اية شروط على الجانب الفلسطيني مقابل وقف القصف، ولم تحرر اي جنود اسرى أو تعتقل قيادات فاعلة في المقاومة أو تقيم اية منطقة أمنية عازلة، الخ، وبالتالي فإن إنتهاء العمليات العسكرية على هذا النحو يعني فقط انها في وضع لا يسمح لها بالاستمرار في مغامرات عسكرية الطابع!
- القبة الحديدية الاسرائلية أو منظومة الصواريخ المضادة التي أنشأت بتمويل أمريكي أثبت جدارة نسبية، لكن أيضاً ظهرت فيها ثغرات خطيرة، فنسبة الصواريخ الفلسطينية التي اخترقت القبة الحديدية وأدت الى تعطيل الحياة في الدولة واغلاق المطارات والموانيء والمدارس وتعطل عجلة الاقتصاد بشكل كبير، تثبت عجز المنظومة عن تحقيق الامن لاسرائيل.
- التحام جميع شرائح الشعب الفلسطيني بكل مكوناته في الضفة والقدس والقطاع والداخل المحتل عام 1948م أثبت أن الشعب الفلسطيني وبعد 73 إحتلال لا زال متمسكاً بخيار مقاومة الدولة الصهيونبة ، وهذا بحد ذاته يعني فشل المشروع الصهيوني في فرض حالة نفسية جماعية عند الفلسطينين او غالبيتهم على الاقل تقبل بالامر الواقع !
- السلطة الفلسطينية هي الخاسر الاكبر جماهيرياً في الحملة الاخيرة ، فالذي قاد حملة الدفاع عن الفلسطينين ، حسب ما تولد شعبياً من قناعة، هي حماس واجنحة المعارضة !
- تحرك الشعوب العربية والاسلامية، بإستثاء اليمن، للتضامن مع الفلسطينين كان متواضعاً ، بينما كان تضامن الجاليات الفلسطينية والعربية في اوروبا وامريكا هو الاكبر !
- التظاهرات الجماهيرية الفلسطينية والعربية على الساحة الامريكية كانت الأضخم عالمياً خارج فلسطين ، مما يشير الى تعاظم قوة ونفوذ وتأثير وجرأة الجالية الفلسطينية الكبيرة في الولايات المتحدة.
- لاول مرة نلاحظ ازدياد وتيرة تأييد الفلسطينيين في الشارع الامريكي من غير العرب، وكذلك داخل الحزب الديمقراطي، الذي تقدم العشرات من اعضاء الكونجرس التابعين له ولاول مرة في تاريخ البلاد بمشروع قانون لمعاقبة اسرائيل ، مما دفع بالرئيس بايدن لمهاتفة نتنياهو عدة مرات خلال اسبوع والطلب منه الحد من العمليات العسكرية وانهائها ، مما يعني التعبير عن عدم تحمس الادارة لهذه الحملة والرغبة في انهائها تحت تأثير الغضب الشعبي الداخلي !
- اداء أصدقاء اسرائيل في الولايات المتحدة بدا ضعيفاً ودون المستوى على مستوى الشارع، فمقابل المظاهرات المؤيدة للفلسطينين والتي خرجت بعشرات الالاف في معظم المدن، كانت هناك تظاهرات متفرقة مؤيدة لاسرائيل شارك فيها بضعة عشرات او مئات في احسن تقدير !
- وقاحة الدول العربية المطبعة مع اسرائيل حديثاً كالامارات وصلت مستويات قياسية ومثيرة للاشمئزاز ساهمت في زيادة عزلة هذه الدول وارتفاع مستوى الكره لأنظمتها في الشارع العربي كله، ولا أعتقد ان مسؤولاً اماراتياً يمكنه الان التجول في اي شارع عربي خارج دولته بأمان ومن غير ان يتعرض لسخط الجماهير !